معركة شيكان تمثل يوم النصر الكبير على جيش هكس باشا.
بدأت شيكان بعد سقوط مدينة الأبيض في ايدي الإمام المهدي. وفي 8 سبتمبر 1883م وجهت الحكومة البريطانية «الحكم الثنائي» هكس باشا بتجهيز تجريدة للقضاء على المهدي. ووصل هكس إلى أراضي كردفان في اكتوبر، وكان الامام المهدي قد أرسل ثلاثة من قواده بقواتهم لاستطلاع تحركات جيش هكس. وتمكن قواد الإمام المهدي من زرع الرعب في قلوب جنود وضباط جيش هكس. وحرموهم من مصادر المياه.
كان كل شئ معداً من جانب الأنصار. وكان المهدي في الانتظار، وجاء جيش هكس الذي كان من الممكن رؤية مقدمته من بعيد... وجمع المهدي قواده الأمراء. وبعد صلاة أداها - صلاة الجهاد- أصدر اليهم تعليماته النهائية، ثم امتطى فرسه واستل سيفه وهتف ثلاث مرات الله اكبر.. الله اكبر.. الله اكبر.. النصر لنا.. ثم بدأ الهجوم الذي اسفر عن إبادة كاملة لجيش هكس ماعدا مائتين أو ثلاثمائة كانوا يختفون تحت جثث الموتى».
وكان إثر هذا الانتصار، إن أصيب الحكم الأجنبي في السودان بصدمة افقدته رشده، فبادر بإجلاء قواته عن فشودة والكوة والدويم ثم من دارفور وبحر الغزال وأم درمان. وبعد مضي عام واحد على موقعة شيكان سقطت العاصمة الخرطوم في يدي الإمام محمد احمد المهدي، وأصبح بذلك- ولأول مرة- السودان مستقلاً.
مكان وزمان المعركة
لقد اختار الإمام المهدي مكان وزمان المعركة. وكان ذلك يوم الاثنين الخامس من نوفمبر 1883م في شيكان، والتي اشتق اسمها من الوادي الشائك، المليء بأشجار الشوك.
الإمام المهدي في المعركة
كان الإمام القائد المجاهد العابد يقضي يومه في تدريب قواته ويقضي ليله متهجداً.في مكان الواقعة شهد للإمام بأنه كان يصلي ركعة الوتر بالقرآن كله، أي من العشاء إلى الفجر واقفاً. وهي الحادثة التي يقول فيها الشريف نور الدائم عن الإمام المهدي:
كم صام وكم قام
وكم ختم القرآن
في ركعة الوتر
متحف معركة شيكان
قام مجلس مديرية كردفان بتمويل وإنشاء متحف لمعركة شيكان بمدينة الأبيض، جمعت فيه آثارها الحربية ووثائقها. واكتمل تشييد المتحف في عام 1965م.
تخليد يوم النصر في شيكان
تبنت جريدة «كردفان» في ذلك الوقت فكرة تخليد يوم النصر في شيكان، واختارت لجنة الاحتفال يوم الخامس من نوفمبر تاريخ واقعة شيكان يوماً للاحتفال في 1965م.