وظِلتُ أُغنّي
لأنّ الحبيبةََ كانت تُغنّي
بنبع دموعي
وتبكي بُكاءً يَرُجُّ ضلوعي
وتبكي بعُمقٍٍ تباريحَ فني
وكنتُ أُغني
وأذرِفُ دمعي بذاتِ التباكي
وحزنُِ التشاكي الذي فاقَ ظني
وكنت أنوحُ وحرُّ بُكائي يدوزنُ لحناً
ويغمُرُ وجهي هُطُولُ الدموعْ
تُظلِّلُ نفسي غماماتُ حزنٍٍ أثيرٌٍ لديَّ
لأن الحبيبةََ ظلتْ تُغني بذاتِ الخشوعِ
وتسألُ عني المدائنَ حيناً
تُسائلُ عني أقاصي النجوعْ
بذاتِ التداعي الذي قد تمادى وهدَّ الضلوعْ
وظلّتْ بدمعِ التضاحُكِ طوراً تُسائلُ عني
إذاما أتاها عزيزٌ لديها
عسى أن يرقَّ يُخبِّرَ عني
تسائلُ عني رذاذْ الدِموعِ التي
ذرفتها إذا ما تحدّر مني على مُقلتِها
وتفترُّ دوماً بُسيماتُ وجدٍ
تهادتْ لترسوَ سعداً على وجنتيها
وتسألُ عني تُسائلُ زخّاتِ طلٍٍ شفوقٍٍ
تُداعبُ ساحاتِهَا بالهناءِ
تراوح شوقاً على خافقيها
وتسألُ عني بذاتِ أصيلٍٍ نسيماً
تهادى يوشوشُ أعماقَها
فرحةً يغازلُ خُصلاتِ
شعرٍٍ تدلّتْ على مَنْكِبيها
وحيناً يَمسُ بمسٍ رقيقٍ
يحُطُ برفقٍ على صدرها
يدغدغُ بالحُسنِ رُمانتَيها
وتسألُ عني نُجيماتِ ليلٍ إذا ما ادلهمّ
عسى أن أكونَ بذاتِ صباحٍ هُرعتُ إليها
أبثُ إليها مراراتَ حُزني
وتسألُ عني وسادةَ شوقٍٍ
لعل أشتياقي أفاض عليها
ليملأ دني وتسألُ عني غبارَ الطريقِِ
وصمتَ الصديقِ دخانَ الحريقِِ
وحتى البريقَ الذي قد تسرّب مني إليّها
بذاتِ التأني وتسألُ عني خيوطَ الصباحِِ
التي هدْهَدْتها بضوءٍ رقيقٍٍ تفتّق مني
فظلّت تُغنّي وتبكي بشوقٍ يحنُّ إليَّ
وكنتُ إذا ما خلُصْتُ نجياً بكيتُ
.. بكيتُ .. بكيتُ ملياً
بدمعِ التنائي البغيضِ ،
شكوتُ زماني
وظِلْتُ بَكياً بذاتِ التغني